قلب بي الأرض والسماء

قلب بين الأرض والسماء

الحب يا عصفورتي الشريدة
كالجنة الجميلة الفقيدة
كقبلة النسيم للغدير
كنكهة الطفولة السعيدة
كغبطة الطيور في الصباح
بعودة المواسم الجديدة
يختارنا من بين كل شئ
بدون أن نريد أن نريده
لا فرق إن مثلنا أو عصينا
كي تحدث الأسطورة الأكيدة
فلم أجد بروض الكون غصنا
ما هزه الهواء كي يميده
فحسبنا أن يأتينا مساء
يحنو على جراحنا العنيدة
يا من ملأت بالحنين حياتي
مذ غرد الهوى لنا نشيده
كم ضاءت الشموع ذكرياتي
حتى بزغت درة فريدة
فاستيقظت أحلامي السكارى
وخدرت أيامي الشريدة
يا منيتي والعمر لن يطولا
فما احتدام الحيرة الشديدة
هل تقدرين أن تمنعين نهرا
من أن يتم رحلة عتيدة؟
آه لعمر فر من يدينا
وما بوسع الندم أن يعيده
لو اشتريه بالعذاب كنت
أذوب فيه حتى أستعيده
لا تتركي طيش الزمان يلهو
بوعودنا البريئة الوليدة الوطيدة
إن كان حبك ليس لي فقولي
بعض الجراح قد تكون مفيدة
لعل قلبي يحض كبريائي
أن تدفن المشاعر الشهيدة
وحسبي وهما أن وطئت نجما
وسرقت منه لألئا عديدة
فإلى متى يزلزل اشتياقي
نبض انتظار شواطئ بعيدة
يا أحلى بيت صاغه الخيال
جن الهوى ستكمل القصيدة
فتخيري ما بين نار حبي
أو احتضان زهوره الوليدة
قولي لقلبك أنه محال
يوما أن تكون مشاعري عبيدة
لا تتركيني للظنون وحدي
تدك قلبي تود أن تبيده
فالفرق بين الأرض والسماء
كالفرق بين الحب والمكيدة
والله لو خيرت في غرامي
ما كان غيرك.. منيتي الوحيدة
ماذا يكون القلب.. غير طير
يترقب الجمال كي يصيده
تترددين إلى متى تعالى
أحلى السعادة في الهوى الوئيدة
هيا إلى نهر الهوى سويا
ولعل يصهر شوقنا جليده
فقد عاش قلبي شاعرا يغنى
في طول ليلك يكتب قصيدة
فحاولي أن تفهميه دوما
لتروضي أحلامه العنيدة
كوني له الضدين إن أراد
خرافة وفكرة سديدة
سيدوم حبك طالما عرفت
كيف السبيل لروحه الشريدة
فلتجعلي إحساسه يراكى
مثل السماء قريبة بعيدة
وإذا عرفت ستملكين حبا
ما كان مثله أعصر مديدة